أسلوب تشارلز كوكلان الموسيقـي في تناول نجوم السينما في سيمفونية "النجــوم السبعـة"

تشارلز كوكلان Charles Koechlin (1867-1950)، مؤلف موسيقي عُرف بشغفه وميوله المتنوعة إلى جانب كونه موسيقياً ذو مكانة فنية مميزة. تميز بغزارة إنتاجه الفني الذي أثبت أصاله موسيقاه واتساع وعمق بصيرته الفنيه.
تعتبر سيمفونية "النجوم السبعة Seven Stars" لتشارلز كوكلان، والمؤلفة عام 1933، مثال واضح لشغف وانبهار كوكلان بعالم السينما. حيث تُعد هذه السيمفونية - التي استوحاها كوكلان من عالم السينما ونجومه- من أشهر وأهم أعمال كوكلان الموسيقية التي تقدم نجوم السينما في هيئة حركات موسيقية. فقد تناول كوكلان خلال حركات السيمفونية سبعة من أهم وأشهر نجوم السينما العالمية، لتصبح الصور أصواتًا، ونجوم السينما موسيقى.
تُعد العلاقة والتأثير المتبادل بين الموسيقى والفنون البصرية المختلفة، من الروابط المعهودة والراسخة على مر الزمن. فهناك رحلة وتاريخ طويل لعلاقة الموسيقى مع العناصر الخارجة عنها، بدءًا بالفصول الأربعة لفيفالدي وانتهاءًا بالقصائد السيمفونية لريتشارد شتراوس. وتُعد السينما أحد هذه الفنون البصرية المرتبطة بالموسيقى إرتباط وثيق منذ بداية عصر السينما الصامتة في (حوالي 1903)، حيث تتداخل الموسيقى بإنسجام مع عالم السينما، فنجد عناصر الموسيقى والفيلم تنصهر وتتكاتف لتجسيد ملامح الشخصيات، ورسم أجواء نفسية والتعبير عن حالات وتقلبات مزاجية، لينتج عن هذا الاندماج منتج فني إستثنائي مميز. ولكن بالرغم من هذه العلاقة الوطيدة والترابط الوثيق بين الموسيقى والسينما، إلا أن سيمفونية "النجوم السبعة Seven Stars" تُمثّل تجربة صوتية إستثنائية وفريدة في حد ذاتها، استطاع كوكلان من خلالها إعادة استكشاف منظور موسيقي جديد لعالم السينما ونجومه. ومن هنا، ترى الباحثة أن سيمفونية "النجوم السبعة" لتشارلز كوكلان هي مؤلفة ذات طبيعة خاصة ومتفردة تستحق الدراسة، لفهم العلاقة بين موسيقى هذه السيمفونية والسينما التي ألهمتها.