الحراك الثقافي في الغناء السعودي: تجربة بدر بن عبد المحسن (1949 -2024) : التاريخ والسيرة الشعبية والمجتمع

أنجز الشاعر الغنائي بدر بن عبد المحسن ملاحم غنائية، بقالب اللوحات الغنائية والمسرحية الغنائية، ثم قالب مستحدث من السيرة الشعبية الما بعد الحداثية، في أعمال غنائية برعاية المهرجان الوطني للتراث والثقافة - مهرجان الجنادرية (1985 -2018): "وقفة حق" (1992) موضوعه تحرير الكويت 1990 -1991، و"فارس التوحيد" (1999) موضوعه حروب تأسيس المملكة العربية السعودية 1902 - 1933 من الملك عبد العزيز ورجاله، و"وطن الشموس" (2009) موضوعه عصر الإرهاب (1995 -2009)، و"أئمة وملوك" (2018) موضوعه عهود الدول السعودية في ثلاثة قرون، ثم تضافرت مؤسسة بدر بن عبد المحسن الحضارية (أسست 2017)، ووزارة الثقافة لإنجاز عملين غنائيين آخرين: "مملكة الحب والسلام" (2019) موضوعه التراث الثقافي السعودي، و"قصة العوجا" (2024) موضوعه عاصمة الدولة السعودية التاريخية إثر إعلان يوم التأسيس (2022) ويوم العلم السعودي (2023) احتفالين رسميين.
ألزمت تجربة البدر الاختبار الصعب لكل الملحنين من الجزيرة العربية، منذ الربع الأخير من القرن العشرين حتى وفاته في الربع الأول من القرن الواحد والعشرين، وأميزهم في تجربته ملحنين: طلال مداح وسراج عمر وعبد الرب إدريس والموسيقار طلال ثم خالد الشيخ، ومن جيل لاحق الملحن سهم (الأمير أحمد بن سلطان)، وراكان (فواز العنزي)، وياسر بوعلي (الأمير نايف بن سلمان)، وذلك لإعادة النظر سواء في القوالب التقليدية، مثل فنون العرضة والسامري والمسحوب، أو قالب الأغنية وألوانها المتعددة ما أنجز وإياهم، تحولاً على مستوى النص واللهجة والاتجاه الفني بمجايلة شعراء آخرين. وقد واكب البدر الحراك الثقافي (التغير الاجتماعي) السعودي، عبر قراءة التاريخ بقالب السيرة الشعبية أو الملحمة الغنائية واعتبار المجتمع الهدف الأساسي.