إن الموسيقى والغناء هما من أقدم الفنون عهدًا في تاريخ الإنسان ، فمع ابتداء المسيحية نشأت في كل بلد شرقية كانت أو غربية صلوات وقداسات وطقوس تتفق مع طبيعة وبيئة كل بلد ، وكذلك أخذ كل بلد يضع له ألحانًا تتفق مع ذوقه الفني() ، ومنذ القرون الأولى وعلاقة الأخذ والعطاء سائدة بين الكنائس بمختلف لغاتها وأوطانها ، فكنائس الشرق المسيحي قد أثرت وتأثرت ببعضها البعض واستمر ذلك حتى مجمع خلقيدونية عام451 م المُنعقد بسبب خلاف بالعقيدة المسيحية والذي انقسمت بعده الكنائس ، والملاحظ أن هذا الانقسام لم يمنع الكنائس من أن أخذ وتعطي الواحدة للأخرى وتتأثر وتؤثر الواحدة في الأخرى ، وقد تأثرت الكنيسة القبطية بالكنيسة البيزنطية وأخذت من ألحانها الكنسية أي أناشيدها الدينية المُرتلة الخاصة بها في طقوسها وصلواتها واصبحت جزءًا لا يتجزأ منها على مدار السنين ، وساعد على ذلك أن الأبجدية القبطية مأخوذة من الأبجدية اليونانية فكانت الألحان اليونانية تدخل إلى الكنيسة القبطية كما هى في نصها اليوناني أي بدون ترجمة ، وحتى الأن تصلى بالكنيسة القبطية في جميع طقوسها ومناسبتها () ، وتسمى الألحان اليونانية هكذا نسبه إلى نصوصها المكتوبة باللغة اليونانية كما يطلق عليها أيضًا الألحان الرومية (أواللحن الرومي) وهو اسم أطلقه العرب على البيزنطيين سكّان الإمبراطوريّة الرومانيّة الشَّرقيّة ، ولهذه النصوص اليونانية أهمية كبيرة في الكنيسة الفبطية حيث لا يخلو طقس أو مناسبة على مدار السنة للكنيسة القبطية إلا أن نجد نص يوناني أو أكثر مأخوذ من الكنيسة البيزنطية ولكن بلحن قبطي ، مما دعي الباحث إلى التعمق في عناصر هذه الألحان المختلفة الموضوعة على النصوص اليونانية التي قد تم أخذها